أعرب رئيس الوزراء انور إبراهيم اليوم عن أسفه العميق وحزنه إزاء موقف بعض الأطراف التي تنتقد خطوة الحكومة الحالية بإحضار الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في هذا البلد.
وقال إن هناك من يجرؤ انتقاد هذا الجهد النبيل، فهو مسؤولية صغيرة تقام على أساس التعاطف والعطف تجاه الشعب الفلسطيني الذي أصيب بجروح خطيرة نتيجة وقوعه ضحية للاستبداد الصهيوني الإسرائيلي.
والأسوأ فوق كل شيء هو أن يطلب البعض من أنور أن يصبح رئيساً لوزراء فلسطين بعد الاهتمام بالجهود المبذولة لتوفير العلاج للجرحى الفلسطينيين في هذا البلد.
وأردف رئيس الوزراء يقول: “إن طغيان إسرائيل يطلق النار، ويقصف، ويدمر المنازل، ويقتل الأطفال الرضع (و) النساء، وحتى في الآونة الأخيرة تم سجن الرجال، وتعرض بعضهم للاغتصاب، ثم أعدناهم. حتى هذا الفعل النبيل انتقدوه وذموه، وقالوا سخرياً إن أنور لم يكن بحاجة إلى أن يكون رئيس وزراء ماليزيا ، كن رئيس وزراء فلسطين إذا كنت تريد تقديم المساعدة حقًا. ما هذا الجنون؟”.
صرّح بذلك أنور أثناء حديثه في الحفل الختامي لبرنامجMADANI Rakyat 2024 للمنطقة الجنوبية في ولاية جوهور، جنوباً اليوم.
وقال رئيس الوزراء: “إن لم يكن ذلك كافياً، فقد كان “الجانب الآخر” بدلاً من تقديم الشكر للحكومة أو تهنئة القوات الجوية الملكية الماليزية، اتهموا الحكومة بعميلة لليهود، عميلة للولايات المتحدة بل وعميلة لإسرائيل “.
“آمل أن نفتح عقولنا قليلاً، فهذه الدولة الأولى في آسيا تفعل ذلك (تقدم العلاج للشعب الفلسطيني)، لماذا الأولى في آسيا؟ لأن مجلس الوزراء وحكومات الولاية أجمع اتفقوا مع حكومة الوحدة على القيام بهذه المسؤوليات مشتركة”، على حد تعبيره.
بالأمس، وصلت طائرتان من طراز إيرباص A-400M تابعتان للقوات الجوية الملكية الماليزية تحملان 41 مريضًا و86 من أقاربهم، بسلام إلى قاعدة /سوبانغ/ الجوية في سيلانجور في حوالي الساعة 2 ظهراً.
تم نقل جميع المرضى إلى المستشفى الميداني الذي أقيم في حظيرة القاعدة الجوية لإجراء الفحص الصحي.
وفيما يتعلق بالانتقادات الموجهة إلى تحرك الحكومة لاستخدام طائرات القوات المسلحة الملكية في العملية بدلاً من الرحلات التجارية، أفاد رئيس الوزراء بأن ذلك تم بسبب عوامل الخطر الأمنية، خاصة تلك التي تتعلق بالمناطق الواقعة على الحدود المصرية.
وأوضح “نأخذ (الفلسطينيين) عند الحدود وعلينا أن نتفاوض مع الحكومة المصرية والشرط هو أن نحضر القوات الجوية وعلينا أن تكون لدينا معدات (لأن هناك خطرا). فالفلسطينيون يعرفون المخاطر-على أنهم قد يتعرضون لإطلاق صاروخ إسرائيلي-، لذا فإن الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة، على سبيل المثال الأم التي ترافق طفلها، يعرفون المخاطر”.
وقال أنور إن السماح بإحضار الجرحى الفلسطينيين يرجع أيضًا إلى العلاقة الوثيقة بين ماليزيا ومصر، بالإضافة إلى العديد من دول الشرق الأوسط الأخرى.
وأضاف: “اتصلتُ بالرئيس المصري لأطلب التعاون لأنه من المستحيل أن نحضرهم إلى هنا إذا لم يكن هناك تعاون مع مصر. وهذا أمر جيد لأن لدينا علاقات جيدة مع قطر ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران، وهذا ما يسمح لنا بتنفيذ هذه العملية”.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء إن الماليزيين يجب أن يكونوا ممتنين لأنه مع القدرة الضئيلة التي يتمتع بها هذا البلد، باستثناء نعمة السلام، فإن ماليزيا قادرة على مساعدة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من التعذيب والكارثة بسبب الاستبداد الصهيوني.
“هذه مسؤولية صغيرة نقوم بها، ونبذل قصارى جهدنا للقيام بها، إذا سألتَني، فالحمد لله سبحانه وتعالى لأن لسنا من عديمي الضمير، بل نشعر بألمهم ونحاول تخفيفه. كم هو قليل الأربعين أو الخمسين شخصًا مقارنة بالأربعين ألف الذين أطلقت إسرائيل النار عليهم بعنف؟”، قال.
حضر الحفل الختامي كذلك وزير الاقتصاد رافيزي رملي، وكبير وزراء ولاية جوهور /أون حافظ غازي/، وكبير وزراء ولاية ملاكا /عبد الرؤوف يوسو/ ووزراء آخرون في الحكومة.
المصدر : برناما
التعليقات